صحيح أنها حديثة العهد في تجربة كأس العالم، لكن مهرجانات FIFA للمشجعين قد أضافت صورة فريدة منذ أن سجلت بدايتها في المانيا 2006.

هذه التجمعات الشعبية الكبيرة وصورها التي تجسد التلازم بين المرح والمشجعين، والكثير من الإثنين، يمكن التعرف اليها سريعاً من خلال التجهيزات ومسرحها في الهواء الطلق. سواء على شواطئ ريو دي جانيرو أو ديربن، أو في ظل بوابة براندنبورج في برلين أو جبل الطاولة في كايب تاون، فصورة مهرجانات المشجعين دائماً ما تبقى عالقة في الإذهان
لكن في بيلو هوريزونتي إنهم يفعلون الأشياء بشكل مختلف قليلاً. قررت جيرايس، عاصمة ولاية ميناس، أن تنفرد بميزة إقامة مهرجان المشجعين في قاعة مقفلة عوضاً عن الهواء الطلق، والنتيجة كانت متعة للأذن وليس للعين. الموقع هو مركز Expominas، منشأة عملية وملفتة تماماً، إعتادت على إستضافة حفلات فنانين عالميين مثل فلو ريدا، ديفيد جيتا وروبرت بلانت.

وفي ما ينطلق مهرجان المشجعين الأول في بيلو هوريزنتي قبل ثلاث ساعات من صافرة البداية بمشاركة فرق موسيقية محلية معروفة جداً، فإن هؤلاء الموسيقيين يعرفون هذه المرة بأنه لا يمكنهم أن يكونوا أي شيء أكثر من إحماء لما سيأتي بعدهم، أي الحدث الأكبر المتمثل بمباراة البرازيل وكرواتيا في إفتتاح كأس العالم 2014 FIFA- وهذا الصوت الصارخ الذي يحيي سيليساو من على الشاشة الكبيرة ما هو سوى مؤشر على ما سيأتي لاحقاً إحتشد أكثر من 21 ألف مشجع للمشاركة في هذا الحفل، ومن البديهي أن يكونوا عازمين على إسماع صوتهم.

صحيح أن أشعة الشمس لا تجد طريقها الى مركز Expominas ولا تحيط به معالم شهيرة، فإن سقفه أثبت بأن أفضل نقاطه الإيجابية. فالضجيج، الذي يكون ملفتاً حقاً في بعض الأحيان، ببساطة لا يجد أي مكان للهروب.

"إنه لأمر مدهش"، هذا ما قالته لوسيانا التي سافرت الى Expominas مع مجموعة "مغطاة" بالأصفر مكونة من عشرة أصدقاء من الذكور والإناث. "وكأنك قادم الى حفل موسيقي، لكنه أفضل. نحن نحب كرة القدم في بيلو هوريزونتي وكأس العالم هذه مميزة جداً بالنسبة لنا لأن منتخب البرازيل، فريقنا، يلعب على أرضه. ورغم أننا لسنا في ملعب، فنحن نشعر بأننا نساندهم من خلال قدومنا الى هنا. الضجيج مذهل".
وتطرقت لوسيانا أيضاً الى عنصر أساسي في الشعبية المتواصلة لأحداث من هذا النوع والتي يدعمها عدد من الرعاة الرئيسيين لـFIFA. "انها مجانية، وبالتالي يمكن لأي شخص القدوم اليها"، هذا ما قالته، مضيفة " ربما لم يكن بإستطاعتنا الحصول على تذاكر لجميع أصدقائنا للذهاب معاً إلى مباراة في الملعب. قد يكون هذا الأمر مكلفاً للبعض. لكن هنا، يمكننا أن نأتي كمجموعة، تناول بعض المشروبات، ونحن جميعاً جزء من كأس العالم".

المراهقون والأشخاص التي تبلغ أعمارهم حوالي 20 سنة، مثل مجموعة لوسيانا، يشكلون نسبة كبيرة من الجمهور الصاخب، لكن هناك أيضاً المتقاعدين، الأطفال الذي يجمعون أولى ذكرياتهم من كأس العالم. هذه كانت حالة آنا البالغة من العمر ست سنوات والتي أمضت معظم المباراة وهي تطفو على أكتاف باولو، والدها البالغ من العمر 37 عاماً.

وقد تحدث الوالد عن هذه التجربة، قائلاً: "كان من المهم بالنسبة لي أن أصطحب طفلتي لأنها كأس العالم الأولى بالنسبة لها - على أقله، الكأس الأولى التي ستتذكرها - والأولى دائماً ما تكون مميزة.نأمل أن نصطحبها الى الملعب لكن، بالنسبة لها، هذا الأرجح (حفل المشجعين)، مساو على الأرجح للذهاب الى الملعب. كرة القدم ليست الشيء الذي تحبه في هذا العمر - بل الحشد، الأجواء، والإثنان رائعان هنا. أعتقد أنه (حفل المشجعين) شيء ستتذكره آنا طيلة حياتها".

الطريقة الحماسية التي أدي بها النشيد الوطني، مع خفض الموسيقى من أجل السماح لجميع الحاضرين بالغناء بصوت عال وبفخر كبير، كانت شيئاً كافياً ليبقى عالقاً في الأذهان. ومع ذلك فإن مستويات الديسيبل تواصلت في الصعود مع الهدف البرازيلي الأول في المباراة التي تفاجأت خلالها بهدف التقدم لكرواتيا لكنها عوضت وخرجت فائزة 3-1. ورغم أن المشجعين المحليين كانوا الطرف الأسعد بعد إنتهاء المباراة، فالجماهير الأجنبية إستمتعت أيضاً بالأجواء، على غرار مانوس البالغ من العمر 31 عاماً، هذا المشجع اليوناني القادم من لندن والذي كان بين العديد من المحتفلين الأجانب.

"أينما تذهب اليونان، أحاول اللحاق بها"، هذا ما قاله، مضيفاً "كنت في كأس أوروبا (2012) وفي كأس العالم الأخيرة أيضاً - هناك ذهبت الى أول مهرجان مشجعين بالنسبة لي. لقد أحببته. الجميع إحتفل بشكل جنوني والجميع كان وديا ًجدا،ً بغض النظر عن الفريق الذي يشجعونه. الأمر مشابه هنا، رغم غرابة الوقوف تحت السقف. يعجبني هذا الأمر بطريقة ما. كانت تمطر في الخارج عندما وصلت، وهذا بالتالي يبقى الجميع جافين، والأمر الأفضل من كل شيء، هو أنه يجعل الصوت عالياً جداً. النشيد الوطني... ماذا عساي أن أقول؟ مذهل! الضجيج هنا حقاً شيء مختلف تماماً".

هل ترغب أن تختبر بنفسك عينة من مهرجان المشجعين في بيلو هوريزونتي؟ مركز Expominas سيرحب بالمشجعين مجاناً لجميع مباريات عطلة نهاية الأسبوع، تلك التي تقام بملعب المدينة "ستاديو مينيراو" وجميع مباريات البرازيل في كافة الأوقات. وسيكون مفتوحاً أيضاً لمباراتي نصف النهائي. تابع قسم مهرجان المشجعين للحصول على تفاصيل عن كافة الاحتفالات التي ستقام في مختلف أنحاء البلاد.













الموضوع   الأصلي : بيلو هوريزونتي ترفع السقف charef المصدر : منتديات الشــارف الكاتب:skander