عادت البرازيل بقوة في دور الثمانية وحققت فوزاً مستحقاً على منتخب كولومبيا القوي بهدفين لهدف، لتتأهل للدور قبل النهائي وتضرب موعداً مع منتخب ألمانيا يوم الثلاثاء القادم.
 
الجماعية والديناميكية
 
كان واضحاً أن البرازيل في هذه المباراة وقفت على أخطائها في المباريات السابقة, واستفاد المدرب لويز فيليب سكولاري من المواجهات السابقة وأصلح نقاط الخلل التي سببت المعاناة خاصة أمام تشيلي.
 
أقوى ما في البرازيل الليلة كان جماعية الفريق والأداء وكأنهم رجل واحد فوق أرضية الميدان, واتبعوا أسلوب "فريد أول مدافع ولويس أول مهاجم"، مدافعين ومهاجمين كتلة واحدة.
 
ولعل أكثر الاختلافات التي ظهرت بها البرازيل عن المباريات السابقة، أن المدرب سكولاري وضع خطة محورها الفريق ككل, ولم يبنِ خطته على نيمار فقط مثل المباريات السابقة، بل لعب بخطة تعتمد على 11 لاعب، فكان نيمار يدافع ويهاجم مثله مثل أي لاعب, ولم نرَه يحمل البرازيل لوحده.
 
نيمار وهالك وفريد وأوسكار قدموا أدواراً دفاعية وعادوا للخلف مع كل محاولة كولومبية للضغط على حامل الكرة واستعادتها وبناء هجمة جديدة, وهذا لم يكن في المباريات السابقة، فتفوقت البرازيل على نفسها وتخلّص نيمار من فرديته وضحّى لأجل الفريق ولم يستحوذ كثيراً على الكرة بل لعب بشكل مباشر نحو المرمى لتعتبر هذه المباراة الأفضل لنيمار على المستوى الجماعي.
 
سكولاري وقف على أخطاء فريقه واستفاد منها وقرأ نقاط قوة كولومبيا جيداً، وعرف أن كولومبيا منتخب جماعي ومتعدد مفاتيح اللعب لكنه منتخب لم يُختبر في هذه البطولة تحت الضغط الهجومي والبدني حتى الآن، فكان له عنصر المفاجأة خاصة مع اجراء بعض التغييرات البسيطة على التشكيلة لكن كان لها الأثر الفني الواضح مثل الدفع بمايكون المرتاح بدنياً في مركز الظهير الأيمن بدلاً من داني ألفيش.
 
ولإرباك كولومبيا لعبت البرازيل بلامركزية في أرجاء الملعب، وتحرك نيمار في كل مكان حتى أنه كان يعود للخلف ويتقدم فيرناندينهو, ولويس قاد أكثر من هجمة, وهالك لعب بحرية كبيرة في الملعب, لتشتيت الكولومبيين واجهادهم ذهنياً.
 
لا يُمكن اغفال الهدف المبكّر للبرازيل، فأدخلها جو اللقاء بوتيرة عالية مبكراً، وسيّرت المباراة في صالحها فنياً وخططياً كما أرادت، وأعطاها هذا الهدف أفضلية منذ البداية، وأدى الهدف للتحرر من الضغوط والأجواء النفسية القاسية على اللاعبين.
 
كولومبيا المصدومة
 
لأول مرة منذ البطولة كولومبيا تقع تحت ضغط العودة بالنتيجة ولم تعِش أجواء التأخر بالنتيجة, فكانت تعيش أقوى وأصعب اختبار أمام البرازيل، فكانت المهمة صعبة جداً، والهدف المبكّر أربك حساباتهم وأخرجهم ذهنياً من جو المباراة.
 
كولومبيا في البطولة ألقت وكشفت كل نقاط قوتها وأسلحتها فوصلت لمرحلة فقد عنصر المفاجأة، وأغلقت البرازيل مفاتيح لعبها عبر الثنائيات التي تفوق بها البرازيليون.
 
قوة كولومبيا في صناعة اللعب امتصها الضغط البرازيلي، فالتزموا الجوانب الدفاعية وتم عزل كواردادو وزونيجا عن الخط الأمامي, حتى ردة فعل كولومبيا في الشوط الثاني لم ترقَ لمستوى وامكانيات لاعبيها، باستثناء العشر دقائق الاخيرة، حيث لعبت على نقاط قوتها الهجومية بمجازفة، وكانت مجبرة على ذلك، لأنها لا تمتلك حل آخر، أيضاً تراجع المستوى البدني البرازيلي منحهم الامكانية الهجومية, لكن التسرّع وقلة التركيز والخبرة البرازيلية منعتهم من عودة تاريخية.