تطرده من الباب، فيعود ويظهر من الشباك. ترميه من الشباك، فيعود من المدخنة! لم يجد أحد حتى الآن الطريقة المثلى للتخلص من ماثيو فالبوينا. لكن المنتخب الفرنسي سعيد جداً بهذه الوضعية لأنه استفاد منها في مستهل مشواره في كأس العالم البرازيل 2014 FIFA.

لا شّك بأن كريم بنزيمة استأثر بالأضواء بفضل ثنائيته وعرضه الهجومي القوي في مواجهة هندوراس، لكن لاعب وسط مرسيليا وحتى ولم يجد طريقه الى الشباك، قدم مباراة مثالية. لعب فالبوينا في كل مكان؛ على اليمين وعلى اليسار ووراء المهاجمين، وكان حاضراً أيضاً لدى تنفيذ الكرات الثابتة، وفي كل مرة كان يتخذ القرار الصائب ليساهم في فوز فريقه 3-0.

وقال فالبوينا لموقع FIFA.com "سارت الأمور بشكل جيد، هناك أيام تشعر فيها بأن الأمور ستسير بشكل جيد، وبأن كل كرة تلمسها يمكن أن تؤدي إلى شيء ما جيد." وأضاف وكأنه يشعر بان السؤال التالي يتعلق بالفارق في مستواه عندما يلعب مع فريقه وعندما يدافع عن ألوان منتخب بلاده "العرض الجيد الذي قدمه الفريق ككل هو الذي جعلني أشعر بالراحة."

ذلك لأن فالبوينا عاش موسماً خالياً من الألقاب في صفوف مرسيليا، كما أنه لم يقدم المستوى الذي ظهر فيه في المواسم الماضية ويقول في هذا الصدد "لعبت العديد من المباريات التي لم أكن فيها جيداً، وكان من الطبيعي أن يتم انتقادي. وبالتالي عندما أخوض مباراة جيدة، الجميع يرون العكس تماماً! لكن ذلك لا يعني بأنني قمت بمجهود أقل، الأمر يتعلق بالإطار العام بالفريق الذي نلعب معه والديناميكية الموجودة. هنا، نتابع على المنوال ذاته الذي نسجناه في الأشهر الأخيرة، والفريق بأكمله يشعر بأنه في حالة جيدة. أحاول أن ارتقي إلى المستوى المطلوب. في مرسيليا، العكس هو الذي يحصل، فالفريق بأكمله يساوره الشك، وبالتالي من الطبيعي ألا أعمل بشكل جيد في هذه الحالة."

لا أستسلم بسهولة، وهذا يؤكد مثابرتي واستقرار مستواي على مدى سنوات عدة.

ماثيو فالبوينا

يُعتبر فالبوينا أحد أعمدة نادي مرسيليا منذ مواسم عدة، وقد عاد من بعيد لكي يساهم في فوز فريقه باللقب المحلي عام 2010. أبعده ديدييه ديشامب، لكن فالبوينا تحلى بالصبر وعمل وثابر من دون أن يطالب بأي شيء ولم يجد المدرب الحالي لمنتخب فرنسا خياراً إلا منحه الفرصة لكي يطلق مسيرته من جديد ومنحه الثقة حتى في الأوقات الحرجة التي مر بها.

ويقول فالبوينا "الثقة التي اكتسبتها من المدرب تؤكد أنه عندما نقوم بعمل جيد نكافأ عليه." وأضاف لاعب الوسط الذي أطلق عليه مدرب مرسيليا السابق إيريك جيريتس لقب "الصغير" "أشعر بأنه لدي مسؤوليات وأملك ثقة زملائي وبالتالي هذه أمور تساعدني كثيراً. الضربات المؤلمة هي جزء من الحياة. لم أكن لأصل لهذه المرحلة لو كانت جميع الأمور سهلة."

وقد تعرض فالبوينا لأول خيبة في مسيرته عندما رفضه مركز التكوين في نادي بوردو بسبب قصر قامته. أما اليوم فطوله 166 سنتيمتراً، ولكن ذلك لم يمنعه من التواجد في احد أعرق الأندية الأوروبية وفي المنتخب الفرنسي بعد أن لعب في الدرجة الخامسة وعمل بائعاً في متجر للسلع الرياضية. ويقول فالبوينا وهو يفخر كونه تخطى جميع الحواجز التي اعترضت طريقه "لا أستسلم بسهولة، وهذا يؤكد مثابرتي واستقرار مستواي على مدى سنوات عدة."

والأمر سيان في صفوف المنتخب الفرنسي بعد أربع سنوات على المغامرة الكارثية في جنوب أفريقيا على أرضية الملعب وخارجه ويتذكر تلك النسخة من العرس الكروي بقوله "لقد خضت غمار كأس العالم تلك وكنت أحلم بها، لكني لم أوفق فيها."

اكتفى فالبوينا بالدخول احتياطياً ضد المكسيك قبل أربع سنوات ويتابع "اعتقدت بأنني لن أخوض نهائيات كأس العالم مرة أخرى، لكني بذلت جهوداً كبير لكي أحصل على الفرصة مجدداً. أنا سعيد لأنها سنحت أمامي مجدداً."

وحتى لو لم يكن متواجداً في التشكيلة الرسمية التي تخوض غمار البرازيل 2014، فمن المؤكد أنه كان سيحصل على فرصة جديدة في روسيا بعد أربع سنوات ذلك لأنه من الصعوبة التخلص من فالبوينا!













الموضوع   الأصلي : فالبوينا دائماً وأبداً! cheaf المصدر : منتديات الشــارف الكاتب:skander